
افتتح السيد المدير العام الموسم الدراسي بكلمة تحفيزية، دعا فيها الأطر التربوية إلى استحضار عظمة رسالتهم النبيلة باعتبارهم صناع أجيال وبناة أوطان؛ واستشهد بقصة رمزية عن طفل سقى نخلة يابسة إيماناً بأن ما يُزرع اليوم سيؤتي ثماره غداً، ليجعلها صورة بليغة لدور المربي الذي يغرس القيم والمعرفة بصبر وثبات، ولو تأخر ظهور الثمار.
وأكد أن مهمة المدرس لا تقتصر على تلقين الدروس، بل تشمل كتابة قصص خالدة في وجدان الناشئة وغرس قيم راسخة في نفوسهم؛ كما ذكّر بمجموعة من التوجيهات العملية التي تسطرها المؤسسة تحت شعارها المركزي: “من الجودة نستقي، وللتميز نرتقي”، وأبرزها:
1. إدراك عظمة الرسالة التربوية:
التربويون ليسوا ناقلين للمعرفة فقط، بل بناة أجيال وصُناع مستقبل الوطن؛ وعليهم أن يستحضروا أن كل كلمة، وكل ابتسامة، وكل التفاتة صادقة قد تُغيّر مسار تلميذ ونظرته للحياة.
2. التزود بالصبر وطول النفس:
التربية تحتاج نفساً طويلاً وصبراً جميلاً؛ وكذلك الثمرة لا تُقطف في يوم الزرع، لكنها حتماً ستنضج بفضل سقي المربين ورعايتهم ومثابرتهم.
3. زراعة الحب قبل العلم:
التلميذ لا يتعلّم ممن يخشاه، بل ممن يحبّه ويشعر بصدقه؛ فليكن دفء الكلمة الطيبة مفتاح العلاقة المثمرة مع التلاميذ وجسرا واصلا إلى أفئدة الناشئة.
4. تجديد روح العطاء والابتكار:
الرتابة المملة تطفئ الحماس، بينما الابتكار في الوسائل والأساليب يجدد الدماء في النفوس ويعطي الألق للدروس، فليكن لكل يوم بصمته وكأنه بداية جديدة؛
5. القدوة في السلوك قبل التأطير:
أعيُن التلاميذ تراقب أكثر مما تستمع للشروح؛ سلوك وتصرف وانضباط الإطار التربوي كلها دروس أبلغ من الكلمات، فليكن لسان الحال أبلغ من لسان المقال.
6. تعزيز الشراكة مع الأسر:
المدرسة والأسرة جناحان لطائر واحد، وتقوية الصلة مع أولياء الأمور تجعل رسالة المربي أبلغ تأثيراً وأكثر استدامة.
7. التعليم رسالة حياة تسمو على الوظيفة:
التدريس ليس وظيفة تؤدى فحسب، بل رسالة إنسانية نبيلة تترك بصمات خالدة؛ ولعل أجمل ما قد يسمعه المربي يوماً ما هو: “كنتِ أستاذتي أو كنتَ أستاذي… وأنتِ أو أنتَ من غيّر حياتي.”
8. الإسهام في صناعة مستقبل الوطن:
اليوم يتم احتضان تلاميذ صغار وأطفال يافعين، وغداً إن شاء الله تعالى سيصبحون أطرا وقادة وخبراء في مختلف التخصصات؛ ومن ثم، فكل جهد يبذل معهم اليوم، هو استثمار في مستقبل مشرق للوطن.
وختم السيد المدير العام كلمته بدعوة الجميع إلى استقبال الموسم الدراسي بروح الأمل والعزيمة، سائلاً الله تعالى أن يبارك جهود الجميع، وأن يجعلها ذخراً للأمة والأجيال القادمة.